فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثالث: قال بعضهم: لما ذكر إبليس أنه يغوي بني آدم إلا من عصمه الله بتوفيقه تضمن هذا الكلام تفويض الأمور إلى الله تعالى وإلى إرادته فقال تعالى: {هَذَا صراط عَلَىَّ} أي تفويض الأمور إلى إرادتي ومشيئتي طريق علي مستقيم.
الرابع: معناه: هذا صراط علي تقريره وتأكيده، وهو مستقيم حق وصدق، وقرأ يعقوب: {صراط عَلَىَّ} بالرفع والتنوين على أنه صفة لقوله: {صراط} أي هو علي بمعنى أنه رفيع مستقيم لا عوج فيه.
قال الواحدي: معناه أن طريق التفويض إلى الله تعالى والإيمان بقضاء الله طريق رفيع مستقيم.
{إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}.
اعلم أن إبليس لما قال: {لأزَيّنَنَّ لَهُمْ في الأرض وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين} أوهم هذا الكلام أن له سلطانًا على عباد الله الذين يكونون من المخلصين، فبين تعالى في هذه الآية أنه ليس له سلطان على أحد من عبيد الله سواء كانوا مخلصين أو لم يكونوا مخلصين، بل من اتبع منهم إبليس باختياره صار متبعًا له، ولكن حصول تلك المتابعة أيضًا ليس لأجل أن إبليس يقهره على تلك المتابعة أو يجبره عليها والحاصل في هذا القول: أن إبليس أوهم أن له على بعض عباد الله سلطانًا، فبين تعالى كذبه فيه، وذكر أنه ليس له على أحد منهم سلطان ولا قدرة أصلًا، ونظير هذه الآية قوله تعالى حكاية عن إبليس أنه قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مّن سلطان إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي} [إبراهيم: 22]، وقال تعالى في آية أخرى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ على الذين ءامَنُواْ وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سلطانه على الذين يَتَوَلَّوْنَهُ والذين هُم بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 99، 100]. قال الجبائي: هذه الآية تدل على بطلان قول من زعم أن الشيطان والجن يمكنهم صرع الناس وإزالة عقولهم كما يقوله العامة، وربما نسبوا ذلك إلى السحرة قال وذلك خلاف ما نص الله تعالى عليه، وفي الآية قول آخر، وهو أن إبليس لما قال: {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين} [الحجر: 40]. فذكر أنه لا يقدر على إغواء المخلصين صدقه الله في هذا الاستثناء فقال: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سلطان إِلاَّ مَنِ اتبعك مِنَ الغاوين} فلهذا قال الكلبي: العباد المذكورون في هذه الآية هم الذين استثناهم إبليس.
واعلم أن على القول الأول يمكن أن يكون قوله: {إِلاَّ مَنِ اتبعك} استثناء، لأن المعنى: أن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين فإن لك عليهم سلطانًا بسبب كونهم منقادين لك في الأمر والنهي.
وأما على القول الثاني فيمتنع أن يكون استثناء، بل تكون لفظة {إلا} بمعنى لكن، وقوله: {إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} قال ابن عباس: يريد إبليس وأشياعه، ومن اتبعه من الغاوين.
ثم قال تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} وفيه قولان:
القول الأول: إنها سبع طبقات: بعضها فوق البعض وتسمى تلك الطبقات بالدركات، ويدل على كونها كذلك قوله تعالى: {إِنَّ المنافقين في الدرك الأسفل مِنَ النار} [النساء: 145].
والقول الثاني: إن قرار جهنم مقسوم سبعة أقسام: ولكل قسم باب، وعن ابن جريج: أولها: جهنم. ثم لظى. ثم الحطمة. ثم السعير. ثم سقر. ثم الجحيم. ثم الهاوية.
قال الضحاك: الطبقة الأولى: فيها أهل التوحيد يعذبون على قدر أعمالهم ثم يخرجون.
والثانية: لليهود.
والثالثة: للنصارى.
والرابعة: للصابئين.
والخامسة: للمجوس.
والسادسة: للمشركين.
والسابعة: للمنافقين.
وقوله: {لِكُلّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} والباقون {جز} بتخفيف الزاي.
وقرأ الزهري: {جز} بالتشديد، كأنه حذف الهمزة وألقى حركتها على الزاي، كقولك: خب في خبء، ثم وقف عليه بالتشديد.
المسألة الثانية:
الجزء بعض الشيء، والجمع الأجزاء، وجزأته جعلته أجزاء.
والمعنى: أنه تعالى يجزي أتباع إبليس إجزاء، بمعنى أنه يجعلهم أقسامًا وفرقًا، ويدخل في كل قسم من أقسام جهنم طائفة من هؤلاء الطوائف.
والسبب فيه أن مراتب الكفر مختلفة بالغلظ والخفة، فلا جرم صارت مراتب العذاب والعقاب مختلفة بالغلظ والخفة، والله أعلم. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {قال رَبِّ فأنظرني إلى يوم يبعثونَ}
وهذا السؤال من إبليس لم يكن من ثقة منه بمنزلته عند الله تعالى وأنه أهل أن يجاب له دعاء، ولكن سأل تأخير عذابه زيادة في بلائه كفعل الآيس من السلامة، وأراد بسؤاله الإنظار إلى يوم يبعثون أن لا يموت، لأن يوم البعث لا موت فيه ولا بعده.
فقال الله تعالى: {فإنك من المنظرين} يعني من المؤجلين.
{إلى يوم الوقت المعلوم} فلم يجبه إلى البقاء.
وفي الوقت المعلوم وجهان:
أحدهما: معلوم عند الله تعالى، مجهول عند إبليس.
الثاني: إلى يوم النفخة الأولى يموت إبليس، وبين النفخة والنفخة أربعون سنة. فتكون مدة موت إبليس أربعين سنة، وهو قول ابن عباس وسمي يوم الوقت المعلوم لموت جميع الخلائق فيه.
وليس هذا من الله تعالى إجابة لسؤاله، لأن الإجابة تكرمة، ولكن زيادة في بلائه، ويعرف أنه لا يضر بفعله غير نفسه.
وفي كلام الله تعالى له قولان:
أحدهما: أنه كلمه على لسان رسول.
الثاني: أنه كلمه تغليظًا في الوعيد لا على وجه التكرمة والتقريب.
قوله عز وجل: {قال ربِّ بما أغوَيتني}
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: بما أضللتني، قاله ابن عباس.
الثاني: بما خيبتني من رحمتك.
الثالث: بما نسبتني إلى الإغواء.
ويحتمل هذا من إبليس وجهين:
أحدهما: أنه يقوله على وجه القسم وتقديره: وحق إغوائك لي.
الثاني: أنه يقوله على وجه الجزاء، وتقديره لأجل إغوائك لي.
{لأزينن لهم في الأرض} يحتمل وجهين:
أحدهما: لأزينن لهم فعل المعاصي.
الثاني: لأشغلنهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة. {ولأغوينهم أجمعين} أي لأضلنهم عن الهدى.
{إلاّ عبادك منهم المخلصين} وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء حكى أبو ثمامة أن الحواريين سألوا عيسى عليه السلام عن المخلص للّه، فقال: الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس.
قوله عز وجل: {قال هذا صراطٌ عليَّ مستقيم} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة، قاله عمر رضي الله عنه.
الثاني: هذا صراط إليَّ مستقيم، قاله الحسن فتكون عليَّ بمعنى إليَّ.
الثالث: أنه وعيد وتهديد، ومعناه أن طريقه إليَّ ومرجعه عليَّ، كقول القائل لمن يهدده ويوعده: عليَّ طريقك، قاله مجاهد.
الرابع: معناه هذا صراط، عليّ استقامته بالبيان والبرهان، وقيل بالتوفيق والهداية، وقرأ الحسن وابن سيرين: {عليٌّ مستقيم} برفع الياء وتنوينها، ومعناه رفيع مستقيم، أي رفيع أن ينال، مستقيم أن يمال. اهـ.

.قال ابن عطية:

{قَالَ رَبّ فَأَنظِرْنِى}
وسأل إبليس النظرة إلى يوم البعث فأعطاه الله إياها إلى {وقت معلوم}، واختلف فيه فقيل إلى يوم القيامة أي يكون آخر من يموت من الخلق، قاله الطبري وغيره وقيل إلى وقت غير معين ولا مرسوم بقيامة ولا غيرها، بل علمه عند الله وحده، وقيل بل أمره كان إلى يوم بدر وأنه قتل يوم بدر.
قال القاضي أبو محمد: وهذا وإن كان روي فهو ضعيف، والمنظر المؤخر، وقوله: {رب} مع كفره يخرج على أنه يقر بالربوبية والخلق، وهو الظاهر من حاله وما تقتضيه فيه الآيات والأحاديث، وهذا لا يدفع في صدر كفره، وقوله: {بما أغويتني} قال أبو عبيدة وغيره أقسم بالإغواء.
قال القاضي أبو محمد: كأنه جعله بمنزلة قول {رب} بقدرتك علي وقضائك ويحتمل أن تكون باء سبب، كأنه قال: {رب} والله لأغوينهم بسبب إغوائك لي ومن أجله وكفاء له، ويحتمل أن يكون المعنى تجلدًا منه ومبالغة في الجد أي بحالي هذه وبعدي عن الخير والله لأفعلن ولأغوين، ومعنى {لأزينن لهم في الأرض} أي الشهوات والمعاصي، والضمير في {لهم} لذرية آدم وإن كان لم يجر لهم ذكر، فالقصة بجملتها حيث وقعت كاملة تتضمنهم، والإغواء: الإضلال، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحسن والأعرج {المخلَصين} بفتح اللام، أي الذين أخلصتهم أنت لعبادتك وتقواك، وقرأ الجمهور {المخلِصين} بكسر اللام، أي الذين أخلصوا الإيمان بك وبرسلك، وقوله تعالى: {قال هذا صراط} الآية: القائل هو الله تعالى، ويحتمل أن يكون ذلك بواسطة، وقرأ الضحاك وحميد والنخعي وابو رجاء وابن سيرين وقتادة وقيس بن عباد ومجاهد وغيرهم {علي مستقيم} من العلو والرفعة، والإشارة بهذا على هذه القراءة إلى الإخلاص لما استثني إبليس من أخلص. قال الله له هذا الإخلاص طريق رفيع مستقيم لا تنال أنت بإغوائك أهله، وقرأ جمهور الناس {علي مستقيم}، والإشارة بهذا على هذه القراءة إلى انقسام الناس إلى غاو ومخلص، لما قسم إبليس الناس هذين القسمين، قال الله هذه طريق علي، أي هذا أمر إلى مصيره، والعرب تقول طريقك في هذا الأمر على فلان أي إليه يصير النظر في أمرك، وهذا نحو قوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد} [الفجر: 14].
قال القاضي أبو محمد: الآية على هذه القراءة تتضمن وعيدًا، ثم ابتدأ الإخبار عن سلامة عباده المتقين من إبليس وخاطبه بأنه لا حجة له عليهم ولا ملكه.
قال القاضي أبو محمد: والظاهر من قوله: {عبادي}: الخصوص في أهل الإيمان والتقوى لا عموم الخلق، وبحسب هذا يكون {إلاَّ من اتبعك} مستثنى من غير الأول، التقدير لكن من اتبعك من الغاوين لك عليهم سلطان، وإن أخذنا العباد عامًا في عباد الناس إذ لم يقرر الله لإبليس سلطانًا على أحد فإنا نقدر الاستثناء في الأقل في القدر من حيث لا قدر للكفار، والنظر الأول أصوب، وإنما الغرض أن لا تقع في استثناء الأكثر من الأقل، وإن كان الفقهاء قد جوزوه، قال أبو المعالي ليس معروفًا في استعمال العرب، وهذه الآية أمثل ما احتج به مجوزوه.
قال القاضي أبو محمد: ولا حجة لهم في الآية على ما بينته، وقوله: {جهنم لموعدهم} أي موضع اجتماعهم، والموعد يتعلق بزمان ومكان، وقد يذكر المكان ولا يحد زمان الموعد، و{أجمعين} تأكيد وفيه معنى الحال، وقوله: {لها سبعة أبواب} قيل إن النار بجملتها سبعة أطباق أعلاها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم وفيه أبو جهل، ثم الهاوية، وإن في كل طبق منها بابًا، فالأبواب على هذا بعضها فوق بعض، وعبر في هذه الآية عن النار جملة بـ: {جهنم} إذ هي أشهر منازلها وأولها وهي موضع عصاة المؤمنين الذين لا يخلدون، ولهذا روي أن جهنم تخرب وتبلى، وقيل إن النار أطباق كما ذكرنا لكن الأبواب السبعة كلها في جهنم على خط استواء، ثم ينزل من كل باب إلى طبقة الذي يفضى إليه.
قال القاضي أبو محمد: واختصرت ما ذكر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار، وفي كيفية الحال إذ هي أقوال أكثرها لا يستند، وهي في حيز الجائز، والقدرة أعظم منها، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه، وقرأ الجمهور {جزء} بهمز، وقرأ ابن شهاب {جزُء} بضم الزاي، وقرأت فرقة {جزّ} بشد الزاي دون همز وهي قراءة ابن القعقاع. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {إِلى يوم الوقت المعلوم} يعني: المعلوم بموت الخلائق فيه، فأراد أن يذيقه ألم الموت قبل أن يذيقه العذاب الدائم في جهنم.
قوله تعالى: {لأزيِّننَّ لهم في الأرض} مفعول التزيين محذوف، والمعنى: لأزيِّننَّ لهم الباطلَ حتى يقعوا فيه.
{ولأُغوينَّهم} أي: ولأُضِلَّنَّهم.
والمخلَصون: الذين أخلصوا دينهم لله عن كل شائبة تناقض الإِخلاص، وما أخللنا به من الكلمات هاهنا، فقد سبق تفسيرها في [الأعراف: 16]، وغيرها.
قوله تعالى: {قال هذا صراط عليَّ مستقيم} اختلفوا في معنى هذا الكلام على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يعني بقوله هذا: الإِخلاصَ، فالمعنى: إِن الإِخلاص طريق إِليَّ مستقيم، و{عليَّ} بمعنى إِليَّ.
والثاني: هذا طريق عليَّ جَوازه، لأني بالمرصاد، فأجازيهم بأعمالهم؛ وهو خارج مخرج الوعيد، كما تقول للرجل تخاصمه: طريقك عليَّ، فهو كقوله: {إِن ربك لبالمرصاد} [الفجر 14].
والثالث: هذا صراط عليَّ استقامته، أي: أنا ضامن لاستقامته بالبيان والبرهان.
وقرأ قتادة، ويعقوب: {هذا صراطٌ عَلِيٌّ} بكسر اللام ورفع الياء وتنوينها، أي: رفيع.
قوله تعالى: {إِن عبادي} فيهم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم المؤمنون.
والثاني: المعصومون، رُوِيا عن قتادة.
والثالث: المخلِصون، قاله مقاتل.
والرابع: المطيعون، قاله ابن جرير.
فعلى هذه الأقوال، تكون الآية من العامِّ الذي أريد به الخاصُّ.
وفي المراد بالسلطان قولان:
أحدهما: أنه الحجة، قاله ابن جرير، فيكون المعنى: ليس لك حجة في إِغوائهم.
والثاني: أنه القهر والغلبة؛ إِنما له أن يَغُرَّ ويزيِّن، قاله أبو سليمان الدمشقي.
وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية، فقال: ليس لك عليهم سلطان أن تلقيَهم في ذَنْب يضيق عفوي عنه.
قوله تعالى: {وإِن جهنم لموعدهم أجمعين} يعني: الذين اتَّبعوه.
قوله تعالى: {لها سبعة أبواب} وهي دركاتها بعضها فوق بعض، قال علي عليه السلام: أبواب جهنم ليست كأبوابكم هذه، ولكنها هكذا وهكذا وهكذا بعضها فوق بعض، ووصف الراوي عنه بيده وفتح أصابعه.
قال ابن جرير: لها سبعة أبواب، أولها جهنم، ثم لَظى، ثم الحُطَمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.
وقال الضحاك: هي سبعة أدراك بعضها فوق بعض، فأعلاها فيه أهل التوحيد يعذَّبون على قدر ذنوبهم ثم يُخرَجون، والثاني فيه النصارى، والثالث فيه اليهود، والرابع فيه الصائبون، والخامس فيه المجوس، والسادس فيه مشركو العرب، والسابع فيه المنافقون.
قال ابن الأنباري: لما اتصل العذاب بالباب، وكان الباب مِنْ سببه، سمي باسمه للمجاورة، كتسميتهم الحدث غائطًا.
قوله تعالى: {لكل بابٍ منهم} أي: من أتباع إِبليس {جزءٌ مقسوم} والجزء: بعض الشيء. اهـ.